في الأسبوع الأول من العام الجديد (2-5 يناير)، لم يحقق سوق القطن العالمي بداية جيدة، بينما انتعش مؤشر الدولار الأمريكي بقوة واستمر في الارتفاع بعد هذا الانتعاش، في حين انخفض سوق الأسهم الأمريكية من أعلى مستوى سابق له، وكان تأثير السوق الخارجية على سوق القطن سلبياً، واستمر الطلب على القطن في كبح جماح ارتفاع أسعاره. وتراجعت العقود الآجلة في بورصة إنتركونتيننتال (ICE) عن بعض مكاسب ما قبل العطلة في أول يوم تداول بعد العطلة، ثم شهدت تقلبات هبوطية، وأغلق العقد الرئيسي لشهر مارس بالكاد فوق 80 سنتاً، بانخفاض قدره 0.81 سنتاً خلال الأسبوع.
مع بداية العام الجديد، لا تزال المشاكل الهامة التي واجهناها العام الماضي قائمة، كالتضخم وارتفاع تكاليف الإنتاج، والانخفاض المستمر في الطلب. ورغم اقتراب مجلس الاحتياطي الفيدرالي من خفض أسعار الفائدة، إلا أنه ينبغي على السوق عدم المبالغة في توقعاتها بشأن السياسة النقدية. ففي الأسبوع الماضي، أصدرت وزارة العمل الأمريكية بيانات التوظيف غير الزراعي لشهر ديسمبر، والتي تجاوزت توقعات السوق مجدداً، كما أن التضخم المتقطع أدى إلى تقلبات متكررة في معنويات السوق المالية. وحتى مع تحسن بيئة الاقتصاد الكلي تدريجياً هذا العام، سيستغرق تعافي الطلب على القطن وقتاً أطول. ووفقاً لأحدث استطلاع أجراه الاتحاد الدولي للنسيج، فقد دخلت جميع حلقات سلسلة صناعة النسيج العالمية، منذ النصف الثاني من العام الماضي، في حالة من انخفاض الطلبات، ولا تزال مخزونات العلامات التجارية وتجار التجزئة مرتفعة، ومن المتوقع أن يستغرق الأمر عدة أشهر للوصول إلى توازن جديد، مما يزيد من حدة المخاوف بشأن ضعف الطلب.
نشرت مجلة "مزارع القطن الأمريكي" الأسبوع الماضي أحدث استطلاع لها، وأظهرت النتائج أنه من المتوقع انخفاض مساحة زراعة القطن في الولايات المتحدة بنسبة 0.5% على أساس سنوي في عام 2024، وأن أسعار العقود الآجلة التي تقل عن 80 سنتًا لا تجذب مزارعي القطن. ومع ذلك، من غير المرجح أن يتكرر الجفاف الشديد الذي شهدته مناطق إنتاج القطن في الولايات المتحدة خلال العامين الماضيين هذا العام، وفي حال عودة معدل الهجر وإنتاجية وحدة المساحة إلى مستوياتها الطبيعية، فمن المتوقع أن يرتفع إنتاج القطن الأمريكي بشكل ملحوظ. وبالنظر إلى أن القطن البرازيلي والأسترالي قد استحوذا على حصة كبيرة من سوق القطن الأمريكي خلال العامين الماضيين، وأن الطلب على استيراد القطن الأمريكي قد انخفض لفترة طويلة، وأن صادرات القطن الأمريكي لم تستعد عافيتها كما كانت في السابق، فإن هذا الاتجاه سيؤدي إلى انخفاض أسعار القطن لفترة طويلة.
بشكل عام، لن يشهد نطاق أسعار القطن هذا العام تغييراً كبيراً. ففي العام الماضي، ورغم الظروف الجوية القاسية، لم ترتفع أسعار القطن إلا بأكثر من 10 سنتات، وهي أدنى مستوياتها طوال العام. وإذا ما استقرت الأحوال الجوية هذا العام، فمن المرجح أن تشهد الدول زيادة في الإنتاج، مما يزيد من احتمالية استقرار أسعار القطن. ومن المتوقع أن تكون مستويات الأسعار، سواءً المرتفعة أو المنخفضة، مشابهة للعام الماضي. وسيكون الارتفاع الموسمي في أسعار القطن قصير الأجل إذا استمر ضعف الطلب.
المصدر: شبكة القطن الصينية
تاريخ النشر: 11 يناير 2024
